رونالدينيو .. حبيب الملايين! في الملعب - جريدة القمة الرياضية + عشرينات (كرة القدم) عشيقته.. (المستطيل الأخضر) بيته الأول.. (الجماهير) عائلته الكبيرة..
لا تحتاج أن تبالغ في وصف مهاراته؛ فهو أفضل من لمست قدماه الكرة عامي 2004 و2005 بشهادة الفيفا، وبتوقيع كل من يفهم أو لا يفهم في الساحرة المستديرة.. إننا بالطبع نتحدث عن الساحر البرازيلي الصغير.. أغلى لاعب في العالم.. رونالدينيو!!
ولد رونالدو دي أسيس موريرا، أو رونالدينيو (وتعني رونالدو الصغير)، عام 1980 ونشأ بأحد الأحياء الفقيرة في مدينة بورتو الجيري البرازيلية، في عائلة كروية، فوالده لاعب سابق وشقيقه كذلك، ومدير أعماله حاليا أيضا كان أحد لاعبي الفريق البرازيلي جريميو بورتو الجيري، قبل أن ينضم رونالدينيو إلى الفريق ذاته ويفرض نفسه في صفوفه.
مصر هي أمه!جماهير مصر تتذكر كيف سطع نجم رونالدينيو عام 1997، وذلك عندما توج هدافاً لنهائيات كأس العالم للشباب التي أقيمت في القاهرة، والتي فازت بها البرازيل، لتصبح مصر فاتحة الخير عليه!
ويستمر رونالدينيو في التألق ولفت الأنظار مع فريقه جريميو بورتو البرازيلي، فيضمه نادي باريس سان جيرمان إلى صفوفه في صيف عام 2001، ليلعب معه موسمين فرض فيهما رونالدينيو نفسه مع مرور الوقت.
إذ سجل 9 أهداف في الدوري الفرنسي، مما دفع لكسمبورجو مدرب المنتخب البرازيلي الأول وقتها إلى وضع ثقته فيه، فأصبح أحد لاعبيه الأساسيين في الفريق الأول.
ولم يخيب رونالدينيو ظن مدربه، ففي أول مشاركة له مع المنتخب البرازيلي في كأس كوبا – أمريكا في باراجوي عام 1999، سجل رونالدينيو هدفاً جميلاً ورائعاً ضد فنزويلا في آخر دقائق المباراة، وفي نفس العام توج هدافاً لكأس القارات بالمكسيك عام 1999 برصيد 6 أهداف، ثم في العام التالي هدافاً لتصفيات أولمبياد سيدني 2000 برصيد 9 أهداف.
أغلى لاعب في العالموفي بطولة كأس العالم عام 2002 بكوريا واليابان، اعتبر رونالدينيو هو نجم البرازيل الأول بإجماع الآراء، حيث ساهم بشكل كبير في حصول البرازيل على البطولة والكأس، وليسجل هدفاً رائعاً من ضربة ثابتة في مرمى الحارس الإنجليزي العملاق ديفيد سيمان في ربع النهائي، وهو الهدف الذي لم ينساه محبو رونالدينيو ولم تنساه أيضاً الجماهير الإنجليزية.
وبعدها، انضم رونالدينيو إلى فريق برشلونة الأسباني، بمبلغ 25 مليون يورو، وقام بتجديد عقده هناك بمبلغ 60 مليون يورو حتى عام 2010، ليصبح بذلك أغلى لاعب كرة قدم في العالم.
وفي عامي 2004 و 2005 توج الإتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) رونالدينيو بلقب أفضل لاعب في العالم، وفي عام 2005 حظي أيضاً على لقب أفضل لاعب كرة قدم في أوروبا، ليستحوذ الساحر رونالدينيو في كل بطولة وكل مباراة يشارك بها على إعجاب الجماهير، خصوصاً بعد أن جلب بطولة دوري أبطال أوروبا من فم الأرسنال في موقعة 17 مايو الشهيرة بباريس منذ أسابيع قليلة.
عائلته.. كل حياتهوبذكر إنجازات رونالدينيو، لا يمكن أن نغفل فضل أهله وعائلته عليه، فرونالدينيو يمارس كرة القدم منذ الطفولة، بعد أن شاهد أخاه الأكبر روبرتو، الذي كان أيضاً من المحترفين، وهو يلعب الكرة، وكان أبناء عمه يحبون أيضاً هذه اللعبة، ولهذا نما حبه لكرة القدم.
وعندما مات أبوه في سن الثمانية، ركزت العائلة كل جهودها على تربية هذا الطفل المعجزة كروياً من أجل أن يصبح لاعباً مشهوراً في يوم من الأيام.
ولهذا لم ينس رونالدينيو أن يؤكد في حوار أذاعته محطة (دويتش فيليه) الألمانية مؤخراً على تلك الحقيقة قائلاً: "لعائلتي الفضل الأساسي في نجاحي، وأنا على استعداد تام بأن أضحي بكل شيء من أجل عائلتي، فهي الأهم في حياتي"...
وبالطبع كان أداء ومهارة رونالدينيو مثاراً لإعجاب الجميع، اللاعبين والمدربين قبل الجماهير، ويكفي هذا اللاعب فخراً بأن أسطورة الملاعب البرازيلي (بيليه) بذات نفسه وصفه بأنه "فنان كرة القدم" وقيل أيضاً أن بيليه أكد أن رونالدينيو أفضل من مارادونا.
أما مارادونا، "فلتة" الأرجنتين، فأكد أن رونالدينيو هو أفضل لاعب في العالم حالياً، وقيل أيضاً أنه أكد أن رونالدينيو هو خليفته في الملاعب.
كعك رونالدينيو!وعن عشق الساحر البرازيلي لجماهير نادي برشلونة (البارسا)، تحدث رونالدينيو مؤخراً عن أن حبه لتلك الجماهير بدأ عندما استقبله 35 ألف شخص في أول أيامه في النادي، حتى قبل أن يرتدي فانلة البارسا!
ليس هذا فحسب، فمدينة برشلونة صنعت نوعاً جديداً من الكعك اسمته (رونالدينيو) تيمناً بهذا اللاعب الذي أعطى الكثير للنادي الكتالوني الشهير، والذي يؤكد أنه يجد صعوبة شديدة في التجول بحرية داخل المدينة بسبب حب الجماهير الجنوني له!
ورغم صعوبة تمتع رونالدينيو بحياة خاصة هادئة مثل باقي البشر، إلا أنه دائماً يصر على أن يجعل حياته "حياة عادية جداً"، فيحكي عن ذلك قائلاً: "عندما أرغب في التسوق، أقوم بذلك في وقت هادئ، وعندما أود الذهاب إلى السينما أختار وقتاً للعرض لا يشهد إقبالاً كبيراً. وعندما أذهب إلى الشاطئ أبحث عن مكان غير مزدحم وأحاول دائما تنظيم وقتي لكي أتمتع بالهدوء".
ورونالدينيو دائماً ما تأتي كلماته عن نفسه لتؤكد مدى تواضعه خارج الملعب، مثلما يكون داخل المستطيل الأخضر، حتى أنه يعلن مراراً وتكراراً أن المال لا يلعب دوراً كبيراً في حياته، وأكد قائلاً: "إذا لم أكن أكسب مالاً من كرة القدم، فلسوف أمارسها بالرغم من ذلك، لأني أحبها، وبتلك الأموال التي أجنيها أصبح لدي اليوم فرصة رائعة لمساعدة المحتاجين والفقراء والمساكين في كل أنحاء العالم".
وعلى هذا الأساس، يشارك رونالدينيو في عدد من المشاريع الاجتماعية من خلال منصبه كسفير شرفي للأمم المتحدة لمكافحة الفقر والجوع في دول العالم الثالث؛ حتى يكون مرتاح البال، ولعل نشأته في إحدى الأحياء الفقيرة في موطنه البرازيل هي سبب ذلك!